pregnancy

تابعنا على فيسبوك

قصة الغارة التي اغلقت عليهم الصخرة

يحدّثنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن ثلاثة رجال ممن كانوا قبلنا، خرجوا في طريق لهم في أحد الجبال، فدخلوا إلى مغارة، فنزلت صخرة كبيرة سدّت عليهم باب المغارة، فحاولوا أن يزيحوها لكنّهم عَجَزُوا، فجلسوا يفكّرون، فاقترح أحدهم أن يبدأ كلُّ واحد منهم بتذكّر عمل صالح قام به، لعلّ الله تعالى يُفرّج به حبسَهُم.

فذكر الأول منهم أنه كان له أبوان، فإذا حضر إلى المنزل سقاهما من الحليب الذي يُحضره معه، فإذا شربا أكمل سقاية بقية أهله. وذات ليلة تأخر في عمله، فلما حضر إلى المنزل كانا قد ناما، فجلس عندهما ينتظر والحليب بيده، حتى طلع الفجر، فسقاهما. وقال الرجل: " اللهمّ إنْ كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنّا ما نحن فيه". فانزاحت الصخرة شيئاً قليلاً، ولكن لا تكفي لخروجهم من المغارة.

فقال الثاني إنه كان لديه ابنة عمّ يحبها كثيراً، ويحاول أن يفعل الحرام معها، وكانت ترفض ذلك، إلى أن مرّت عليها فترة عُسر، ألمّ بها فقر وسوء حال، فالتجأتْ إليه تطلب منه مالاً، فشعر أن الفرصة قد سنحت له ليحقق ما كان يصبو إليه، فأعطاها المال شريطة أن توافق على ما يطلبه منها بالحرام، فوافقت نتيجة لحاجتها الشديدة، فلما جاء إليها، ذكّرته بالله تعالى، وبأنْ لا يفعل الحرام، فقام عنها، وقال الرجل: "اللهمّ إنْ كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنّا ما نحن فيه". فانزاحت الصخرة شيئاً قليلاً، إلا إنهم لم يستطيعوا الخروج منها.

فقال الثالث إنه كان لديه عمال، فاعطاهم أجورهم التي يستحقونها، إلاّ واحداً منهم لم يأخذ أجره، فقد كان يرى أنّه يستحق أجراً أكثر، ورفض أن يأخذ ما أعطاه الرجل، فأخذه واستثمره، فنما هذا المال، حتى ملأ وادياً من الماشية، وذات يوم حضر هذا العامل إليه، وطلب أجره، فقال له الرجل: انظر إلى ذلك الوادي، فنظر فإذا هي قطعان من الإبل والغنم، فقال العامل: لا تستهزئ بي، فإنما أطلب أجري، فقال الرجل: إنما ذلك هو أجرك، قد نميته لك، فقام العامل وأخذ كل ما في الوادي، ولم يترك شيئاً منه. وقال الرجل: " اللهمّ إنْ كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنّا ما نحن فيه". فانزاحت الصخرة مقداراً آخراً يكفي لخروجهم، فخرجوا منها.

ويدل هذا الحديث على فضل العمل الصالح، في الدنيا والآخرة، فقد يُثيب اللهُ تعالى المؤمنَ في الدنيا قبل الآخرة.

وفي هذا الحديث تأكيد فضل برّ الوالدين، وأهميّة تقديمهما على سائر الأهل والأولاد، في الرعاية والاهتمام.

وفيه تنويه بفضل ترك الحرام، وخصوصاً لمن قدر عليه، وتذكير بأهمية الأمانة ورعاية حقوق الآخرين وتقديم المعروف لهم.
شكرا لتعليقك